طه جران المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء لـ”26سبتمبر”:

الشهداء العظماء ثبتوا على الحق وبذلوا أرواحهم رخيصة لعدالة قضيتهم وعزة وكرامة الشعب اليمني وسيادته الوطنية
دشنا برنامج إحسان لكفالة 13880 من الأيتام بواقع 10000ريال شهرياً
لدينا أنشطة ومشاريع ثابتة ومستمرة للشهيد وأسرته في الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية
ننفذ برامج التدريب والتأهيل لأسر الشهداء لكي تتمكن من امتلاك حرف مهنية ويدوية
مسؤولية رعاية أسر الشهداء تقع على عاتق الجميع رسمياً وشعبياً

في خضم الفعالية السنوية لذكرى الشهيد التي شهدتها بلادنا في كافة المحافظات باحتفالات رسمية وشعبية لم نشهد لها مثيلاً والتي جسدت مدى مبادلة الوفاء بالوفاء لشهدائنا العظماء الذين وهبوا أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة فداءً للدين والوطن وعزة وكرامة الشعب اليمني..
ومن بين تلك الفعاليات الحاشدة كان لنا وقفة تجاه عظماء يديرون شؤون العظماء ويبذلون قُصارى جهدهم تجاه رعاية أسر وذوي الشهداء في كافة مناحي الحياة..
“26سبتمبر” التقت الأستاذ طه حران المدير التنفيذي لمؤسسة “الشهداء” والذين أوضح مجمل المهام والواجبات الملقاة على عاتق المؤسسة وما تبذله نحو أسر وذوي الشهداء وقضايا أخرى ضمن نص الحوار:
حاوره: عبدالله احمد الطويل
* سيدي الكريم في البداية لو تعطينا نبذة عن مؤسسة الشهداء لرعاية وتأهيل اسر الشهداء؟
أولاً أرحب بصحيفة سبتمبر وأشكركم على هذه اللفتة الطيبة لمؤسسة الشهداء التي أسست كمنظمه مجتمع مدني خاصة بأسر الشهداء التي قدمت في سبيل الله من فلذات أكبادها أغلى وأعظم الرجال الذين ثبتوا على الحق ومن اجل قضيتهم العادلة ومن اجل الكرامة والعزة والسيادة الوطنية وهذا ما يسعى إليه المؤمن وهي الشهادة في سبيل الله ، ليكونوا لنا ولكل أبناء اليمن الشرفاء رموز لتضحية والفداء، وعناوين للعزة والكرامة والشموخ فهؤولا الشهداء الذين نحتفل في هذه الأيام بذكرى استشهادهم العظيمة الذكرى السنوية لشهيد والتي نحتفي بها من كل سنة ما بين الثالث عشر من جماد الأولى إلى التاسع عشر من جماد الأولى هذه المناسبة العظيمة غنية بالمعاني والدلالات والتي نستلهم منها الكثير من الدروس والعبر كيف يجب أن نتذكر فيها كيف أن نكون أوفياء مع الله عز وجل ، ونستذكر فيها تضحيات شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم وارتوت الأرض بدمائهم الطاهرة من أجل عزتنا وعزت أمتنا ونحن الآن ننعم بكل هذه التضحيات التي قدمها الشهداء والتي يسير على نهجها كل المجاهدين في الجيش والجان الشعبية.
أما بالنسبة عن مؤسسة الشهداء فهي مؤسسة خيرية إنسانية اجتماعية ولدت من رحم المعانة وأنشأت كضرورة حتمية فرضها الواقع نتيجة سقوط الشهداء ونتيجة أعداد الشهداء بدأً من الشهداء الذين سقطوا أثناء الحروب الظالمة في قضية صعده من قبل السلطة آنذاك تلى ذلك هذا العدوان الظالم على بلدنا الذي استهدف كل مقومات هذا الشعب.
مؤسسة الشهداء كما أسلفت هي منظمة مجتمع مدني أعطي لها قالباً حكومي في 2017م بقرار من الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله علية على أساس أن تعنى أو تعطى اهتمام لأسر الشهداء فإنشاء مؤسسة الشهداء كان قيمتاً أخلاقية يفرضها الدين والواقع والأخلاق ومن باب الوفاء لهذه التضحيات أن تكون هناك جهة تعنى برعاية أسر الشهداء ورافداً يرفدها الجميع.
* ما هو دور المؤسسة في رعاية أسر الشهداء.. وماهي الخدمات التي تقدمها المؤسسة في جانب الرعاية والتأهيل لها؟
مشاريع مؤسسة الشهداء هي مشاريع واسعة والفضل هو لله وليس منة على الشهداء أو أسرهم هناك مشاريع ثابتة ومستمرة في المؤسسة بدءاً من استشهاد الشهيد يوجد آلية منسقة مع الجانب الرسمي ابتداءً من وزارة الدفاع ثم من وزارة المالية لتلقي بلاغات من جميع المناطق والمحاور العسكرية يلي ذلك دور المؤسسة في طباعة صور الشهيد ودفن جثمانه الطاهر في روضة الشهداء ومواساة أهله وأسرته هناك مشاريع موسمية للمؤسسة فيما يتعلق بالأعياد يوجد نشاط ثابت في تقديم المعونات العيدية لعيد الأضحى والفطر نستهدف كل أبناء الشهداء من تحت سن18 بواقع عشرة آلاف لكل ابن أو ابنة شهيد كذلك مشروع الكسوة العيدية لعيد الفطر لهذا السن.
وهناك مشاريع رعايات صحية تقدمها المؤسسة عبر الإدارة الصحية ومراكز الاستقبال الموجودة في مستشفيات وهيئات العديد من المحافظات منها العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات عبر إرساليات ومذكرات عبرنا والفروع في المحافظات وعبر وزارة الصحة
أما في الجانب التربوي فتبذل المؤسسة جهوداً كبيرة في هذا المجال عبر الإدارة التربوية بالتنسيق مع الفروع في المحافظات “مشروع الحقيبة المدرسية” فيما يتعلق بالتعليم المدرسي والجامعي هناك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي على أساس تقديم منح مجانية لكل أبناء الشهداء وهناك استيعاب لعدد كبير من الطلاب والطالبات من أبناء الشهداء في الكثير من المدارس والجامعات.

وفي الجانب الاجتماعي أنشطة مختلفة في هذا الجانب مثل برنامج الدعم وحماية أسر الشهداء معنيون في تحصين أبناء الشهداء والإسهام في تزويجهم وعفتهم بإقامة الأعراس الجماعية أو الفردية هناك الآلف من أبناء الشهداء بفضل الله تم تزويجهم في المراحل الماضية.
كذلك برنامج إحسان لكفالة الأيتام الحمد لله تم كفالة 13880 يتيماً وبشكل مستمر وثابت وبواقع 10000الف شهرياً لكل يتيم على مدار العام بإجمالي عام 120الف ريال في السنة لكل يتيم وقبل أسبوع دشنا الكفالة لهذا العام لعدد13880يتيماً وهذا المشروع أصبح بفضل الله مستمراً وثابتاً وهو بدعم من الخيرين من أبناء المجتمع وبعض الجهات الرسمية مثل وزارة الدفاع والهيئة العامة للزكاة وهناك أنشطة في الجانب المعنوي ومناسبة أسبوع الشهيد هي مصداق لهذا البرنامج تقدم العديد من الأنشطة والمشاريع التي تغطي كافة أسر الشهداء فمثلاً الزيارات التفقدية وتقديم الهدايا الرمزية المعبرة عن الوفاء لكل أسر الشهداء في هذا الشعب العزيز، وكذلك روضات الشهداء والصور الموحدة والأضرحة الموحدة بقالب موحد وجميل وهناك مشاريع لا يسع الوقت لذكرها.
* ماهي آلية العمل التي تربط مؤسسة الشهداء بفروعها في المحافظات؟
للمؤسسة 18 فرعاً في 17 محافظة تقسم محافظة الجوف إلى قسمين وهناك علاقة إدارية وفنية ومالية مع هذه الفروع كوننا معنيون بمتابعتهم في أدق التفاصيل فيما يتعلق بالمشاريع التي تتمثل في رعاية أسر الشهداء والمسح الكامل لهذه الأسر ومواساتهم وتقديم العون والخدمات الصحية والتربوية والمعنوية ونحو ذلك فالعمل مرتبط بيننا وبين مكاتبنا في الفروع بآلية قوية ومتينة جداً.
*هل قامت المؤسسة ببناء مشاريع تستفيد منها أسر الشهداء؟
في هذا الجانب لدى المؤسسة نشاط واسع جداً عملت عليه المؤسسة منذ بدء العدوان وبتنسيق مع مختلف المؤسسات والأكاديميات التي تعنى بهذا الجانب في موضوع التدريب والتأهيل لكي تتمكن الأسر من امتلاك حرف مهنية ويدوية وسعينا في هذا الباب وفي هذه الذكرى لفتح خمسة معامل في العديد من المحافظات منها حجة واب وصعده وعمران وذمار تقريباً إن شاء الله ستفتتح هذه المعارض والتي تعنى بالتدريب لأسر الشهداء على العديد من المهارات.
*هل لديكم تنسيق مع جمعيات ومنظمات خيرية لتنفيذ مشاريع خاصة لتأهيل ورعاية أسر الشهداء؟
فيما يتعلق بالمنظمات الأممية لا يوجد أي علاقة أو تنسيق معها نتيجة الضبابية لمعايير هذه المنظمات وأيضا لخطورتها، نحن لا ننسق مع هذه الجهات لأن هذه الجهات تعتبر الشهداء كخصوم أو طرف لا يستحق الدعم مع أننا نعتني بشريحة واسعة من أبناء هذا البلد وهذه الشريحة رعايتها هو جانب إنساني بما تعنيه الكلمة
ولكن هناك تنسيق مع بعض المنظمات المحلية والتي لديها أهدافاً سامية ويأتي هذا التنسيق في إطار القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية، ونحن نعمل على تقوية هذا التنسيق ، ونأمل ممن يعملون في تلك المنظمات المجتمعية أن يكون لهم دوراً بارزاً تجاه أسر الشهداء وواجب علينا جميعاً من باب الوفاء والدين والأخلاق أن نهتم بأسر الشهداء وأن لانحصر رعاية الشهداء أو الاتكال على المؤسسة أو مؤسسة بعينها ونحن ندعوهم من منبر هذه الصحيفة الرسمية أن يكون لهم دوراً بارزاً في رعاية أسر الشهداء باعتباره عمل إنساني ومسؤولية جماعية.
*الشهادة قيمة عظيمة تتجاوز ما تقدمه المؤسسة لأسر الشهداء.. ماهو الجانب التوعوي والإرشادي الذي تنفذه المؤسسة في هذا الجانب؟
فعلاً الشهادة لها أثر كبير والإسهام بعد الله سبحانه وتعالى على المستوى البشري فلولا الشهداء العظماء وتضحياتهم وصبرهم وصمودهم وبذلهم للغالي والنفيس وبذلهم لأنفسهم في سبيل الله وما غرسوه في نفوس أسرهم من وعي وإرشاد وثقافة الجهاد والاستشهاد
لما استشعر الجميع عظمة وقديسة الحق والوطن وهذا فيما يتعلق بالجانب التربوي وهذه المناسبة لأسبوع الشهيد هي ذكرى عظيمة ومحطة تعبوية نتذكر فيها عظمة ثقافة الجهاد والاستشهاد والبذل والتضحية والتي إن سرنا عليها سنكون أمة يهابها أعداؤها وهذه ثقافة يجب أن تترسخ في أوساط الجميع من أسر الشهداء وغيرهم من أبناء المجتمع وأبناء الأمة الإسلامية.
وكذلك في الجانب التربوي والتثقيفي هناك نشاط للمؤسسة بالتنسيق مع التربويين والامتدادات التربوية في عموم المحافظات أيضاً في المراكز الصيفية هناك دور فعال في الإدارة التربوية للمؤسسة بالتنسيق مع التربويين في الفروع لدفع وتشجيع أبناء الشهداء بالالتحاق بهذه المراكز المتميزة والمراكز العصرية لتلقي كل العلوم الدينية بما فيها ثقافة الجهاد والاستشهاد بمفهومها الصحيح و العظيم والقرآني الذي يركز عليه القرآن الكريم.

*هل هناك معوقات تواجهها مؤسسة الشهداء ، وهل لديكم خطة مستقبلية تمكنكم من تجاوز هذه المعوقات والانتقال بالمؤسسة إلى وضع أفضل؟
من المعروف أنه لا تخلوا أية مؤسسة أو جهة رسمية أو خاصة من العوائق وهناك عوائق ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل توجه ورعاية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله تجاوزنا هذه العوائق وحولنا بعض التحديات والعوائق إلى فرص بفضل الله سبحانه وتعالى وعندما يكشف الله الغمة عن بلدنا ويرفع العدوان الظالم عن شعبنا اليمني ستتحقق إن شاء الله نجاحات كثيرة ومشاريع كبيرة وسنتجاوز الكثير من الصعوبات بإذن الله تعالى .
ولدينا خطة استراتيجية رفعت في بداية هذا العام الهجري وبدأنا نقيم سير العمل لهذه الخطة التي نزلت وعرفنا تقييم الربع الأول لهذا العام وبفضل الله لاحظنا نجاحات كبيرة ومتميزة وهناك خطة بما يتعلق بالتمكين الاقتصادي والتركيز الكبير على هذا الجانب من قبل المؤسسة ومن قبل قيادة الثورة المباركة وتحويل أسر الشهداء من أسر منتظرة إلى أسر منتجة بإذن الله تعالى.
*سيدي الكريم ماهي رسالتكم الأخيرة لأسر الشهداء في هذا اللقاء؟
رسالتنا لأسر الشهداء هي بالسلام والرحمة والبركة مشروعة بالتقدير والإجلال لأسر الشهداء العظماء ونحن من منبر هذه الصحيفة نقدم الاعتذار لكافة أسر الشهداء عن أي قصور أو سهو وذلك نتيجة لحجم العمل الكبير وقلة الموارد لمؤسسة الشهداء وأيضاً ننبه على أننا لن نتساهل مع أي تقصير أو أي تلاعب أو قصور من أي مندوب أو عامل في المؤسسة تجاه أسر الشهداء أو مسؤوليته في القيام بواجبة واستشعار هذه المسؤولية.
مع أن هناك جهداً كبيراً من العاملين الخيرين في هذه المؤسسة فنحن نتقدم بالشكر الكبير لكافة العاملين ومزيداً من الجهد والعطاء.
وهنا ننوه برسالة لأبناء مجتمعنا أن مسؤولية رعاية أسر الشهداء مسؤولية جماعية وأن المؤسسة هي قالب يجب أن نرفدها وأن ندعمها لكي تقوم بواجبها تجاه أسر الشهداء فالجميع معني ومسؤول تجاه أسر الشهداء .