الشهيد أسامة عبدالكافي نموذجٌ لمقارعة الظلم والفساد ومواجهة المنافقين بجهد وبصيرة

مؤسسة الشهداء – سيرة شهيد     – اعداد: عبدالله عبدالكريم

نؤكد أن الله لا يصطفي للشهادة إلا من كان عظيما” مؤهلا” لنيل هذه المنزلة العظيمة وهذا الشرف الكبير الذي لا يكون إلا للعظماء الذين أبو إلا أن يكونوا عظماء ذادوا عن الدين والأرض والعرض والوطن, وأبوا إلا أن تسقط أرواحهم الطاهرة الزكية إلى السماء, فسلام عليهم من عظماء وسلام على من عرف الله حق معرفته وآثر رضاه وجنته وركل كل متاع زائف في دنيا المتاع والزيف,  الشهيد أسامة عبدالكافي الذاري أحد هؤلاء العظماء الذين سنتناول جزءً من حياتهم.

إسم الشهيد / أسامه عبدالكافي حسين الذاري
الإسم الجهادي: الدكتور عبدالقهار هاشم
العُمر :  25
تاريخ الميلاد: 22 / مايو / 1990م
المنطقة : امانة العاصمة
تاريخ الإستشهاد: 31 /مارس / 2015 م
الحالة الاجتماعية: عازب
المُستوى العلمي: بكالوريوس – شريعة وقانون
مكان الدفن – روضة الشهداء  :-  روضة الشهداء بالجراف الغربي – صنعاء

نشأته – جانب من صفاته

كان مرحا˝ دائم الابتسامة يحبه الجميع لصفاته العظيمة التي جعلته محط إعجاب من جميع من عرفه أو ألتقى به.
إلتحق الشهيد بالمدرسة الابتدائية بعمر الخامسة والنصف,  وكان مثال للانضباط يحب العلم وشغوف على التعليم.
أنهى دراسة الثانوية العامة بثانوية عمر المختار الكبرى.

لم يقتصر طلبه للعلم على دراسته بالمدارس بل كان محبا˝ لدروس الفقه والتفسير وكان جل اهتمامه بحضور حلقات تدريس القرآن الكريم.

درس في مسجد الشوكاني وتتلمذ على يد الأستاذ عمار الربيدي, وتتلمذ على يد الدكتور الشهيد عبدالكريم جدبان سلام الله عليه.
بعد أن أكمل دراسة الثانوية العامة إلتحق بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء, وتأثر أسامة بأساتذته في كلية الشريعة وخاصة˝ الشهيد الدكتور أحمد عبدالرحمن شرف الدين سلام الله عليه.

كان الشهيد أسامه من طلاب مركز بدر العلمي وتتلمذ على يد الشهيد العلامة الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري سلام الله عليه.
لم يكن شاباً عادياً بل كان مؤثراً على الكثير من زملائه في كلية الشريعة والقانون وكان يتمتع بكاريزما عجيبة تجذب إليه كل زملائه, وقد كان له دور بارز في تأسيس ملتقى الطالب الجامعي, وكان عضوا˝ به ومندوبه في كلية الشريعة والقانون.
كان نشاطا” واسعا” في كليته حتى صار مشرف اللجان الطلابية بجامعة صنعاء بعد ثورة ال 21 من سبتمبر العام 2014م.
تخرج أسامة من كلية الشريعة والقانون العام 2015م , وكان إسم دفعته هو دفعة الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين, وهو الذي أصر على تسميتها بهذا الاسم.

في مقالة كتبها في مجلة تخرجه قال فيها : ( كل شخص منا سيذهب إلى طريق, منكم من سيكون الرئيس والمحامي والقاضي والنائب العام ومنكم من سيكون شهيدا” مدافعا” عن أرضه وعرضه ) ,فيالها من كلمات عظيمه لا تصدر إلا من عظيم.
كان سلام الله عليه فقيهاً وأديباً وشاعراً, وله كثير من الأبيات الشعرية التي تدل على إحساسه المرهف ووجدانه الفياض الذي يفيض محبةً ويحمل رسالة الإنسان الذي عرف مهمته الإنسانية وأستشعر مسؤوليته الجهادية فلله دره من شهيد.

انطلاقته الجهادية :

في بداية انطلاقة ثورة الحادي عشر من فبراير العام 2011م ,كان من أوائل الثوار الذين هبوا لنصرة الثورة وتأييد مطالب الشباب الثورية, وكان أحد شباب الصمود,  تنقل الشهيد في ذاك الوقت بين صنعاء وصعدة وكان له نشاط جهادي توعوي واسع حتى إنه كان قليل التواجد في منزل والده نظرا˝ لانشغاله بالجهاد والتحرك الجاد في ميادينه, وعمل بالإسعاف الحربي الخاص بأنصار الله.

شارك شهيدنا الحي بمعارك عديدة منها دماج و كتاف وعمران وأرحب والرضمة.

كان من أوائل المجاهدين الذين دخلوا مقر الفرقة الأولى مدرع والتي كانت وكراً للإرهاب والحاضنة الأولى للفكر التكفيري الذي يدعوا للقتل وسفك الدماء ونشر الفساد.

لم يتوقف الشهيد أسامة بل كان له دور فاعل مع بقية المجاهدين في تحرير محافظة البيضاء من القاعدة وداعش وأستمر يجاهد بها لمدة ثلاثة أشهر متواصلة.

تعرض الشهيد أسامه لعدد من الكمائن والتي نجا منها, وتأثر خلالها بجروح وكانت هناك آثار حروق على جسده الطاهر خلال استهداف الطقم الذي كان به بقذيفة ( آر بي جي ), عاد لصنعاء للعلاج ولم يصبر بها برغم جراحه وعاد للبيضاء ليستأنف جهاده وفدائه, وهذا دليل على عظم القضية التي يحملها هذا البطل الحيدري المقدام.

قيل في الشهيد رحمه الله

عبدالوهاب المحبشي: ساجداً خر على عادته ومضى في نصر الباري، وتلقى مثل زيدٍ سهمه بين عينيه فيا لهفي عليه من شهيد سار في نهج الهدى تصغر الدنيا بما فيها لديه.

محمد عبدالله الجرموزي: لم نعرفه إلا نشيطاً معطاءً منطقياً بناءً، عرفته مبتسماً ابتسامة الامل، قريحته مليئة بالمشاعر عايشته وهو كذلك حتى نال وسام الشهادة.

محمد المهدي: كان الشهيد أسامة سلام الله عليه، صديق صدوق صادقاً في كلامه، مخلصاً في نصحه دائم الابتسامة، فلم أجده يوماً من الايام إلا مبتسماً، وكما كان أيضاً جاداً ومسارعاً في عمله الجهادي، وكان بديهي وسريع في الاجابة مع من يتناقش معه، فقد تشبع بثقافة القرآن الكريم الذي هو أساس مسيرتنا القرآنية.

قصة استشهاده :

وبعد تحرير البيضاء أنطلق مع رفاقه لمحافظة أبين لقتال الجماعات التكفيرية هناك, وحين وصولهم لعقبة لودر كان أعداء الله قد أعدوا كمينا” للمجاهدين وتم إستهداف السيارة التي كان بها الشهيد مع رفاقه وسقط أسامه إلى السماء شهيدا” في ال 31 من مارس العام 2015 م.

شيع جثمانه الطاهر مع رفاقه في ال 4 من إبريل العام 2015 م, ووري جثمانه الطاهر الشريف ثراه في روضة الشهداء بالجراف الغربي بصنعاء.

وصية الشهيد :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى سيدنا مُحَمَّدٍ وآل محمّد سيدنا
يقول الله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (111)(التوبة)
من هذا المنطلق توجب علينا نحن أشبال آلِ محمّد صلوات الله عليه وَعَلَى آله أن نتصدر الموقف في محاربة الظلم والفساد وقهر الظيم الذي احاط بالناس في هذا العالم فالرسالة التي ألقيت على كاهلنا ليست لقبيلة أو لشعب أو لامه بل للعالم بكله ليسود القسط بين الناس
إن الواقع الذي نشاهده وما تقوم به أمريكا من هيمنة على الشعوب وخاصة على العرب والمسلمين لابد ان ينتهي على أيدينا نحن جند الله وأنصاره وعذابه المنزل على كل طاغيه ومتجبر لإيماننا بقوله تعالى ((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ)) (14)(التوبة) كما نؤمن بأن القوة التي لدينا لا يمكن ان تقهر لأنها مستمده من الله الذي لا يقهر العزيز الجبار ما دمنا مؤمنين وواثقين ومتوكلين عليه لأننا لاشي بدونه وبدون هديه مهما كانت القوة والخبرة والإمكانيات التي لدينا.
– أقول لأمريكا أيامك معدودة  وقوتك فانية وجيشك ميت لا محالة.
– وأقول  لإسرائيل الموت الذي تفري منه ها هو بأيدينا قد احاط بك من كل جانب فمهما عملتي ومهما جبرتي فأنتي ميته وزائله وهذا وعد.
–  وأقول لكل طاغي ومستكبر تراجع عن استكبارك  واصلح نفسك وعد الى الله قبل ان تصل أيدينا اليك فعندها ستصبح صاغراً ذليلاً مهاناً تموت في اليوم ألف موته حسرة وندامة على ما كنت فيه.
– الى كل مجاهد في سبيل الله جعل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم قدوة وجعل كتاب الله منهجاً وأهل البيت أعلاماً، امض فوالله إنك على الحق وعدوك على  باطل واضرب  فوالله انك الغالب بقوة الله والعزيز بعون الله والقاهر بجبروت الله.
– الى سيدي ومولاي ابن النبي الأكرم علم زماننا السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظكم الله ( امض بنا يا سيدي حيث شئت واضرب بنا من شئت فنحن الرصاص التي لا تغلب والقوة التي لا تقهر بعون الله.
-الى من ربياني التربية الحسنة وغرسا في نفسي الجهاد والدي ووالدتي العزيزين ها انا في ركاب الصادقين والصالحين والشهداء في ركاب الإمام علي والحسن والحسين والهادي وزيد عليهم السلام
في ركاب قائدي حسين هذا العصر السيد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
في ركاب معلماي الشهيدين د/عبدالكريم جدبان و أ.د/ أحمد شرف الدين سلام الله عليهما فافخرا وادعوا بأن يتقبل الله منكما هذا القربان فهذا حالنا في كل زمان ومكان نعيش أعزاء او نسقط في ساحات القتال كرماء.
–  الى كل أصدقائي ومن عرفني أدعوكم الى المضي في  هذا الطريق الذي ليست فيه ظلمة بل يشع ضياءً ونورا طريقاً مشي فيه الأنبياء والأولياء والأئمه الهادون والصديقون والشهداء.
“السلام عليكم ورحمه الله وبركاته”