شهيدة وطن… بقلم / زينب الشهاري

مؤسسة الشهداء – كتابات

أختاه…. دفنوكِ تحت الركام…… ساقوا إليكِ موتاً ….خطفوا من بين جنبيكِ روحاً شريفة يمنية كريمة بكل وحشية و دموية سافلة مقيتة …
أختاه… أفرغوا عليكِ حقداً و خبثاً عبأوه في آلة قتلهم و أرسلوا بكل برود و بجاحة و تفاخر و استقواء و أنت في مجلس عزاء صاروخ المنية إليكِ و إلى طفلكِ الذي ما زال متعلقا بأحضانك و متشبثا بحنانك تحت التراب ….
أختاه تجرأوا على سحق جسدكِ الطاهر و إزهاق روحكِ الزكية متفاخرين يغمرهم الإكبار و يملأوهم العجب و الزهو بما قاموا به من إنجاز شريف و بطولة عظيمة!!.

تسابق العالم كعادته يغدق عليهم المديح و يرص أوسمة الشجاعة و البطولة إعجاباً بصنيعهم الذي لا يقدم عليه إلا صناديدٌ و مغاوير أمثالهم… ما زالوا يصنعون للعالم كعك الأكاذيب و المبررات و التلفيقات و الإدعاءات المدفوع الحساب منهم مقدما ليلتهمه العالم المتواطىء بنهم و تلذذ و شجع…. فلا عجب.

أختاه….ما زالت دماءك حارة ندية تسري في عروقنا و ما زالت روحكِ شمساً ساطعة بهية تشع في نفوسنا، فكوني على يقين بأنه لن يرتاح لنا بال و لن تستكين لنا نفس إلا بتنكيل يجري بأيدينا نثأر به لكل قطرة دم سقطت منكِ…
أختاه أعرف أنكِ لا تتعجبين في من تشرب الخطيئة و عبد نفسه لإبليس أن يقترف ذنب قتلك غير آبه أو مبالٍ فيصنع فجرائم تتلوها جرائم فلا زاجر و لا منكر و لا صاد بل الجميع بين مصفق و مصافح و مبتهج و منتفع .

أختاه …. عهد مخضب بدمانا نرسله عبر ميادين الجهاد إليكِ… بأنا بركان ثائر سيبتلع كل فاجر …كل آثم…. فلترقدي في جنات النعيم مطمئنة… لأن رجالاً بهم شعلة متقدة من إيمان و ثقافة عظيمة من قرآن سيقلبون بإذن الله الموازين و يغيرون المقادير….. و سلام على روحك الطاهرة يا شهيدة الوطن و رمز الإباء و العزة.